Image Not Found

أضرار النفايات وضرورة إعادة التدوير

حيدر اللواتي – لوسيل

أصبح من المعتاد أن يشاهد الزبائن في المراكز التجارية في العالم اليوم أكياس الأقمشة متعلقة بجانب المحاسبين، حيث تحمل هذه الاكياس عبارات بخط عريض مكتوبة عليها «ضرورة المحافظة على البيئة». والغرض من ذلك هو توعية الناس وتثقيفهم بضرورة التقليل من استخدام أكياس البلاستيك نتيجة للأضرار الناجمة عنها، والتوجه نحو استخدام أكياس الأقمشة التي يمكن استخدامها في العديد من المرات في عمليات التسوّق الاسبوعي.

اليوم تتجه العديد من الشركات العاملة في مجال الكيماويات نحو الاقتصاد الدائري بهدف خفض التكاليف التشغيلية لها، بجانب خلق منتجات وخدمات جديدة، الأمر الذي يؤدي إلى زيادة القيمة المضافة لتلك المنتجات، وتحقيق ميزة تنافسية، والتوجة نحو الابتكار وجني عائدات جديدة. وترى هذه الشركات أن قطاع الكيماويات في منطقة الشرق الأوسط يشجع على اعتماد نموذج الاقتصاد الدائري الذي يقوم على الأخذ، بمبدأ التصنيع، وإعادة الاستخدام، والتخلص من النفايات من خلال إعادة تصنيعها. ووفقا لبيانات الشركات فقد ازداد استخدام البلاستيك على مستوى العالم بمقدار 20 ضعفًا خلال العقود الخمسة الماضية، بينما من المتوقع أن تتضاعف هذه الكميات مجددًا خلال السنوات الـ 20 المقبلة، الأمر الذي يدفع الناس والمجتمع المدني ومؤسسات حماية البيئة إلى إيجاد منتجات صديقة للبيئة. وهناك عدة عوامل مختلفة تدفع تلك الشركات نحو التحرك في محاربة الاتجاهات السائدة لدى الناس نتيجة للتطورات التكنولوجية التي شهدتها الصناعات في العالم، بجانب حب الناس وخوفهم المتزايد للمحافظة على البيئة، الأمر الذي دفع العديد من الشركات في المنطقة وخارجها العمل على معالجة النفايات، وإعادة تدويرها والاستفادة منها، وبالتالي التوجه نحو تشجيع عمليات الإنتاج المحلي من خلال أنشطة التجديد واعادة التصنيع لعدة منتجات منها على سبيل المثال، إعادة استخدامات البراميل المجددة من المعادن والبلاستيك لدى شركات الكيماويات بحيث يمكن لها الشراء أو الاستئجار منها، مع تجديدها عدة مرات، بجانب الحفاظ على نفس المواصفات التي تتمتع بها البراميل الجديدة.

لقد تغيرت فكرة المؤسسات والشركات اليوم بأنه لا يمكن التخلص من المنتجات الكيماوية بعد استعمالها مرة واحدة فقط، بل هناك اقتناع اليوم لدى الكثير منها بضرورة إعادة تدويرها مهما أمكن ذلك، والعمل على ابتكار منتجات دائرية مستدامة. فبعض الشركات تقوم اليوم بإنتاج مواد تغليف قوية من إعادة تدوير مواد بلاستيكية يمكن استخدامها في العديد من المرات في الاغراض المختلفة لتحل محل المنتجات الحالية، وذلك من خلال عمليات تدوير ميكانيكية أو كيماوية، الأمر الذي يعمل على التقليل من الآثار البيئية السلبية لها، ويساعد الاقتصادات بأن تصبح مستدامة، بجانب توفير تلك المنتجات بمواصفات عالية. وفي هذا الصدد، يقول مسؤول بمركز الفكر بشركة استراتيجي أن إعادة تدوير الإطارات على سبيل المثال في دول المجلس تعد فرصة واعدة لشركات الكيماويات في المنطقة، حيث يتم التخلص سنويا من ملايين الإطارات المستخدمة، الأمر الذي يساعد على إعادة تدويرها بكميات أكبر مما هو يحصل اليوم. وينطبق ذلك على بطاريات السيارات وغيرها من المنتجات الأخرى التي تتصل بمادة الكيماويات. وهذه الطرق والاساليب – بلا شك- تمكّن شركات الكيماويات في المنطقة على استغلال المنتجات المستعملة، وإعادة تدويرها لتوليد عائدات جديدة من خلال تقديم منتجات أخرى عالية الجودة.